الثلاثاء، 26 أبريل 2016

وجه الشبه بين التوراة والانجيل والكتاب والعترة



                وجه الشبه بين التوراة
              والانجيل والقرآن والعترة 


في البداية علينا ان نورد آية من التوراة ثم سنتكلم عن أصل كلمة توراه في اللغة ، وبعدها سنورد آية من الإنجيل وسنتكلم عن أصل كلمة إنجيل في اللغة ومن كتب الأناجيل الأربعة وبعد أن تتضح الصورة سنتطرق لوجه الشبه بين التوراة والقران والانجيل وعترة بيت النبوة صلوات الله عليهم .

             بسم الله الرحمن الرحيم 
ورد في التوراة - سفر التكوين اصحاح 1 - 14 
وَقَالَ اللهُ: « لِتَكُنْ انْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لايَاتٍ وَاوْقَاتٍ وَايَّامٍ وَسِنِينٍ "



لنلاحظ ان التوراة يشابه القرآن الكريم كثيرا
من حيث الايات واللفظ والسرد وقوة الكلم ، ثم
لو نظرنا لأصل اسم التوراة فقد قيل أنه في اللغة 
من وري الزند والزند هو العود الاعلى الذي تقدح به النار ومعنى ورى الزند : أي أخرج ناره .

أما الإنجيل فلنقتبس من إنجيل متى / 
مت 19 22
" فلما سمع الشاب الكلمة مضا حزينا لانه كان ذا 
اموال كثيرة "
مت 19 23 
" فقال يسوع لتلاميذة الحق اقول لكم انه يعسر ان
يدخل غني الى ملكوت السماوات 
مت 19 23 
" واقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابره ايسر
من أن يدخل غني الى ملكوت السماوات " 


تعمدت أن أورد هذه الايات أولاً للفائدة ولمعرفة أن المال
يهلك صاحبه ، وأيضا لنأخذ فكرة عما حواه الانجيل فلو نلاحظ أن هنالك فرق شاسع بين الانجيل وبين التوراة والقران من حيث الايات واللفظ والسرد فقد تركّز الإنجيل على كلام النبي عيسى عليه السلام وعلى الأحداث والمواقف التي حصلت معه ومما لا شك فيه ان النبي عيسى عليه السلام لا ينطق ولا يفعل إلا بتأيدٍ من الله جل جلاله فيتعلم تلاميذه فيكتبون .

ثم لنأتي لنتطرق أصل كلمة إنجيل فهي من النجل وهو النز ، اخرج او شق او نضح او وسّع ويقال عين نجلى وايضاً يقال ان الانجيل اصلها اربع كلمات ، علمها الله سبحانه لعيسى عليه السلام ، وعلمها اربعة من تلاميذه فنجلوا منها الكلم وبسَطوا شريعته .

وبعد أن ذكرنا ماقد ذكرنا فلنأتي لزبدة هذا الموضوع ولنبين الشبه بين التوراة والقران وبين الانجيل وعترة الرسول صلوات الله عليهم .

قال الرسول صلوات الله عليه وآله :
" اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي
أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا "
وقال صلوات الله عليه واله ايضاً :
" اقتدوا باللذين بعدي "
وعنى بهما الكتاب والعترة

فمثال التوراة الذي هو نور اضاء هو القرآن العظيم وهو النور الذي قدمه الله عز وجل بلسان عربي مبين وقد قال تعالى وهو اصدق القائلين :

" فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " 

وكما ان الانجيل نجله تلاميذ عيسى عليه السلام من كلمات الله التي علمهم إياها حتى انبسطت شريعته وتفرعت ، فكذلك أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله نجلوا من القران العظيم الذي هو كلمات الله التأويل ، الذي فيه شفاء الصدور واستنبطوا منه حقائق الأمور ، كما قال الله تعالى :
" وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ "


فمثال التوراة القران العظيم ومثال الانجيل عترة الرسول الذين نجلوا القران وحرثوه ليخرجوا منه جواهره ، فعرفوا بواطن مافيه ، وملكوا مفاتيح اسراره وما يحتويه ، فصلاة الله وسلامه على محمداً الآخذ من فضل الأنبياء بالمجامع وعلى وصيه المتصدق بخاتمه وهو راكع علي ابن ابي طالب سيف الله القاطع وعلى الائمة من ذريته الذين هم على سر غيوب الله أهدى الطلائع .



بنج