الثلاثاء، 3 مايو 2016

المحسوس والمعقول


ماذا تعلمت من كهف افلاطون ! 
إن لم تشاهد الڤيديو فشاهده قبل أن تقرأ . 

بسم الله الرحمن الرحيم ، في هذه المقالة سنتكلم عن المحسوس والمعقول والمثل والممثول ، بشرح مبسط لكهف أفلاطون ، ثم سنضرب بعض الأمثلة عليها ، وملاحظة بسيطة قد تكون أخلاقية قبل أن تكون منطقية ، لا تضحك على يهودي يهز رأسه أمام هيكل سليمان ولا تستهزئ بمسيحي يغرق ابنه ليعمده ، ولا تستخف بالبوذي عندما تراه يصوم اغلب ايامه ، فلكل دليل اجابة ، وكل عمل يدل على معرفة ، فلذلك لنبدأ بهذا السؤال - ماذا تعرف عن المحسوس والمعقول وعن المثل والممثول !؟ كما شاهدنا في كهف افلاطون الظل هو المثل واصحاب الظل الذين خارج الكهف هم الممثول ، فالمثل الذي هو الظل محسوس ، لان عيونهم تراه لذلك نقول بأن المحسوس " هو كل ماتدركه الحواس " أما الممثول الذي هو صاحب الظل فهو المعقول لذلك نقول بأن المعقول " هو كل مايدركه العقل والمنطق بعد أن أدركت الحواس المحسوس " أي أنك فكرت وقلت هذا الظل ليس إلا صورة تراها عيناي وهي لشيء لا تقدر حواسي الوصول إليه ولكن عقلي قد وصل للإستنتاج بأن هنالك من يحركه ويملكه  .

فماذا لو إفترضنا أن الكهف هو هذه الأرض أي عالم الكون والفساد ، الذي يتكون من الصور والمواد ، ونحن هؤلاء المقيدين بالسلاسل والأغلال ولا نرى إلا ظلالاً فنظن بأن هذه الظلال هي كل شيء في الوجود ، ثم أتى شخصٌ ما وفك القيد وأخرج أحدنا ليرى أصحاب هذه الظلال وهذا العالم الفسيح ، وأخبرنا أن الظلال  مجرد مثل لنعرف ممثوله ، الذي هو في خارج الكهف ، ثم عاد لنا ليخبرنا بما شاهده من عالمٍ فسيح ، هل سنصدقه !؟ مالم نتخلص من السلاسل والاغلال ونرى بعقولنا !؟ طبعاً لا ، وحتى لو صدقناه دون أن نستطع التخلص من السلاسل والأغلال التي كانت رمزاً للشهوة والشهرة والمناصب والملذات الدنيوية لكان ذلك في غاية الصعوبة لشدة تعلقنا بها.
 
ثم لو إفترضنا أن ماهو خارج الكهف الذي أخبرنا به هو الملكوت الأعلى الذي لا سبيل لمعرفة ماهيته إلا بالعقل دون الحواس ، لأنه عالم روحاني خالي من الهيولى والحواس ، حيث أنها لا تبلغ إلا ماكان قريباً منها ، ولنفهم معنى الهيولى فالهيولى هي كل مادة + صورة ، والمادة غنية عن التعريف أما الصورة فنعني بها النقش ومثال بسيط على ذلك
[ السكين مادتها الحديد ، وصورتها ' نقشها ' أنها سكين ] 

وزبدة المحصول من كهف أفلاطون أننا لا نستطيع إدراك كُنه مالا تصل إليه حواسنا ، إلا بتصور العقل ولن يتصوره العقل إلا بمَثل تصل إليه [ الظل ] فيدل على مَمثوله [ الحقيقة ] . 

فاتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت ! 

وبعد أن فرغنا من هذا الشرح لنأتي لذكر بعض الأمثلة البسيطة على المثل والممثول فأقرب شيء لنا هي [ النفس ]
تلك الجوهرة الروحانية اللطيفة ، فنحن لا نعرف ماهيتها لكننا عرفنا وجزمنا أن هذا الجسم الثقيل آلةٌ لها حيث أنها إذا فارقته ، ثلُجَ وسكن وانعطب واصبح ميتاً فيفسد ويبلى ويعود لأصله التراب [ الكهف ] ، فلذلك كان الجسم الذي هو محسوس [ مثل ] ، والنفس التي داخله التي هي معقول [ ممثول  ] فبعد أن يفنى الجسد تعود لعالمها عالم الروح ، إن كانت خاليةً من الذنوب والأدران طبعاً . 


وبما أننا في شهور عظيمة ومباركة ، أحب أن أتطرق لذكرها ، فهل يعقل أن الله سبحانه وتعالى فضّل الشهور الثلاثة التي هي رجب الأصب ، وشهر شعبان الكريم ، وشهر رمضان المعظم من بين باقي الشهور عبثاً ومحض صدفة  ؟!
حشاه سبحانه وتعالى ..

فلنعلم بأن هذه الشهور لطالما كانت سعودة وغيرها قد يخالطها النحس ولطالما كان القدماء يقدسونها على باقي الشهور ويغتنمونها في طلب الرزق والتضرع لله تعالى بأنواع العبادات ، لأنهم يعلمون أنها سعودة بغض النظر عما ينطوي تحتها من معانٍ عظيمة ، فيقول أحد القدماء من الفلاسفة الصالحين :

[ عظموا المثل لشرف الممثول ، وقوموا بلوازم المحسوس تعظيماً للمعقول ] 


ولنبين أن الفلاسفة القدماء كانوا يعترفون بفضل أيامٍ عن أيام فقد كان لهم أيضاً ثلاثة أعياد ، فكان العيد الأول يوم نزول الشمس برج الحمل ويسمى " نوء الربيع " ويوافق في الإسلام عيد الفطر المبارك ، أما الثاني فيكون إذا نزلت الشمس أول السرطان ويسمى " نوء الصيف " ويوافق في الإسلام عيد الأضحى المبارك ، حيث تكون الفرحة فيه أقل
، أما العيد الثالث فيكون إذا نزلت الشمس الى الميزان ويوافق في الإسلام عيد غدير خم ، فلهذا كانت السنن والشرائع النبوية معلومة ولم تأتي صدفاً فسنن الله لا تبديل فيها ، ولنعلم بأن لكل شيء أيامٌ كانت أو أشهر أو عبادات أو زيارات أو تعب أو نصب سبب ، ولكل مثل ممثول ، ولكل محسوس معقول ، فلا يعقل أن تكون الشرائع الالهية مجرد
أفعال لا معنى لها ولا روح ، فعبثاً يكون وقد قال تعالى :

{ ان الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه [ الحق ] من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا [ أراد ] الله بهذا مثلا [ يضل ] به كثيراً و[ يهدي ] به كثيراً وما يضل الا الفاسقين } ..

وقال تعالى : 

{ ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } 

الحكمة / لا تقال إلا لمستحقيها 
والجدال بالحكمة لا يكون إلا بين أهل معرفة 
فلو أن النبي صلوات الله عليه واله لم يكن يجادل بالحكمة والحجج والبراهين العقلية الدامغة لما اتبع الحكماء والمفكرين من سادات العرب سبيل الرب ..


وفي الختام نقول :
بأن شهر رجب الأصب قد شارف على الرحيل وها هو شهر شعبان الكريم سيشرفنا بعد حين ، وقد قال رسول الله صلوات الله عليه واله : 

[ رمضان شهر الله وشعبان شهري ، ورجب شهرك ياعلي ] 

فعظموا هذه الشهور الثلاث التي فضل الله وخذوا بما قال القدماء . وإغتنموها في عمل الخير والتضرع والدعاء ، وطلب التوبة والمغفرة ودفع البلاء ، وبذل الزكاة والصدقات والعطاء ،  فرزقنا الله وإياكم بركتها مثلاً وممثولاً ومحسوساً ومعقولاً ، وصلى الله وسلم على نبيه محمد المختار ، وعلى وصيه حيدر الكرار ، وعلى الزهراء مشكاة الأنوار ، وعلى الحسن والحسين مستودع النور ومستقر الاسرار ، وعلى الأئمة من ذريتهم الهداة الأبرار . 



بنج

هناك تعليق واحد:

  1. Caesars Casino Resort - Mapyro
    The casino features more 익산 출장샵 than 450 slot machines and is located in 안동 출장샵 a rural 속초 출장마사지 area of 서울특별 출장마사지 Great Britain. The casino's 80000 square foot gaming 밀양 출장샵

    ردحذف